الاتصال التربوي
قبل البدء بتناول موضوعات الكتاب، لا بد في البداية من تحديد بعض المفاهيم الأساسية ذات العلاقة بالاتصال والاعلام التربوي والاعلام التعليمي، خاصة أن الاتصال من العناصر الهامة والضرورية للحياة الاجتماعية في جوانبها واتجاهاتها المختلفة إذ أنه أحد السمات الإنسانية، سواء كان ذلك في شكل كلمات أم صور أم موسيقى، مفيد أم ضار، مقصود أو عشوائي، فعلي أم مستتر، إعلامي أم إقناعي، واضح أم غامض، ذاتي أم مع آخرين
يعد الاتصال عملية اجتماعية أساسية تتعلق بعلاقة الفرد بالآخرين من أجل الحصول على المنفعة والمصالح المشتركة التي من الممكن أن تؤدي إلى صرا عات وعدم توافق أو انسجام فالاتصال عبارة عن نقل للمعلومات والأفكار والخبرا ت والرسائل شفوية كانت أو كتابية بقصد التأثير على سلوك الآخرين وتعديله مما يؤدي في النهاية إلى تبادل المعرفة |
|
ومن هنا، يمكن القول أن عملية الاتصال عملية تفاعل ذات اتجاهين مما يجعلها مؤثرة وفاعلة وتؤدي إلى التغيير في معظم الحالات أو المواقف. وحيث إنها عملية اجتماعية، فهي عملية صعبة ومعقدة لأنها تضم عدداً كبيرا من المتغيرات والانفعالات النفسية كالدوافع والانتباه والاستقبال والتفاعل واختلاف المعاني التي قد تسبب الكثير من المشاكل لأنها تعتمد بشكل كبير في حدوثها على المشاركة في المعاني بين الأشخاص وعلى الوسائل والاجهزة المختلفة مثل الراديو والتلفاز والانترنت حسب نوع الفئة المستهدفة التي يتم التواصل معها (نصرالله، 2001
|
|
تعريف الاتصال (Common) بمعنى (Communis) إلى الأصل اللاتيني (Communication) يعود أصل كلمة اتصال التي كانت تعني في COMMUNE التي تعني عام أو "الشيء المشترك"، ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة القرنين العاشر والحادي عشر "الجماعة المدنية" بعد انتزاع الحق في الإدارة الذاتية للجماعات في كل من فرنسا وإيطاليا، قبل أن تكتسب الكلمة المغزى السياسي والأيديولوجي فيما عرف ب "كومونة باريس" في القرن فمعناه "يذيع أو يشيع " ومن هذا (COMMUNICARE) الثامن عشر؛ أما الفعل اللاتيني لجذر الكلمة الذي يعني "بلاغ رسمي" أو بيان أو توضيح COMMUNIQUE الفعل اشتق من اللاتينية والفرنسية نعت حكومي (منتديات و ا زرة التربية والتعليم بالسعودية، 2011 ). وقد ظهرت تعريفات عديدة لمفهوم الاتصال في الأدب التربوي، عكست في معظمها أهميته ودوره في الحياة الإنسانية، والمكونات أو العناصر الأساسية لعملية الاتصال، ومن هذه التعريفات ريتشاردز قام بالعشرينات بتع ريف الاتصال من خلال ما يحدث حين يؤثر عقل في عقل أخر مما يؤدي إلى حدوث خبرة مشابهة في عقل المستقبل كتلك الموجودة في عقل المرسل ونتجت عنها بشكل جزئي. وعرف لندبرغ الاتصال بأنه التفاعل من خلال الرموز والاشا ا رت التي تعمل كمنبه أو مثير يؤدي إلى اثارة سلوكاً معيناً عند المتلقي في حين يعرف عبود ( 2009 ) الاتصال بأنه "ذلك النشاط الانساني الذي ينتج عنه تبادل الأفكار والأحاسيس والخب ا رت والاتجاهات والمعلومات والمها ا رت بين طرفين أو أكثر، بقصد تحقيق التفاهم والتفاعل بين أط ا رف العملية الاتصالية، وصولاً إلى تحقيق ما رسم لهذا النشاط من أهداف. وهو نشاط تستخدم فيه منظومة مشتركة من الرموز والاشا ا رت والأصوات والصور والمعاني، متعارف عليها بين أط ا رف العملية الاتصالية" . (ص. 31 ويعرفه سالم ( 2010 ) بانه "عملية ديناميكية تتم باللغة اللفظية وغير اللفظية بين المرسل والمستقبل لنقل .( محتوى رسالة معينة من خلال القنوات المناسبة بغرض تحقيق أهاف معينة" (ص. 19 اما المنتدى السعودي ( 2011 ) فيوسع تعريف الاتصال مرك ا زً على عملية التفاعل إذ أنه عملية يتم بمقتضاها تفاعل بين مرسل ومستقبل ورسالة في مضامين إجتماعية معينة، وفي هذا التفاعل يتم نقل أفكار ومعلومات ومنبهات بين الأفراد عن قضية، أو معنى مجرد أو واقع معين |